قصة الحمامة

جاءت أنثى غراب من الغربان فنعبت عند عصفور مسكين فقال لها ماذا تريدين؟؟ ولماذا تنعبين ؟ قالت لأجل أن أخبرك أن الطيور الباحثة عن كل عصفور يخطيء فيعشق فلا يعف عن الزواج ولا يصبر عن الحب بأنه سوف يؤخذ لقفص من حديد وطوب صنعه البشر للطيور العاشقة بالحلال البلال فما في شرعة الطيور زواج ولا طلاق ..!! فقال لها عجبا كلامك وكيف يستمر نوع الطيور وجنسها بدون حب وتناغم وزواج وتوالد؟. قالت له أيها المسكين أما علمتك أمك العصفورة بأن الحب ممنوع بين الزوجين جائز بين الصديقين في شرعة الحاسدين؟ من بني الغربان والأفاعي ؟ قال وماذا أيضا ؟ قالت من كان من الطيور يعيش مع زوجته وهو يبغضها فسوف يسمح لهما الجميع بالتوالد والبقاء مع بعضهما حتى الموت ومن كان يحبها ولا تحبه فالأمر قابل للنظر والتأجيل حتى إشعار آخر ..أما من كان في مثل حالك وعصفورتك(زوجان هائمان ببعضهما) فلا ولن يسمح لهما بممارسة ما يخل بتوازن الطيور جميعا ..إنه أمر مرفوض تماما (الحب بين زوجين)
لم تكد الغرابه تكمل كلامها حتى جاء سرب من الطيور هجمت على المسكين …(وقفة للدموع؟) وذبحت قلبه بدون سكين وأخذته للقفص اللعين .. فأخبرت الزوجه ،، فبكت الزوجة المسكينه ليلة كاملة حتى أذن الفجر ،، وبدأت البكاء كل يوم لمدة أربعة أشهر حتى جاء يوم من الأيام ..

قالت أمه : قد رأيت زوجك أيتها العصفورة المسكينه والقمرية الحزينة الباكية وهو يشعر بك وحزين لأجلك ولكن كما تعلمين أحب قبلك اثنتين وهما يأتيانه لعظيم قدرهما عند الطيور فأباهما صقر من الصقور يحبه الصقر الكبير أو هو عنده خادم أثير فدخلا بواسطته إلى زوجك واستطاعا الفوز بقربه قبلك ! فعليك بالدموع فإنها حيلة العاجز مثلك لاشيء لك غير ذلك
قالت والدمع يملأ عينيها … كفى لا تقولي مثل هذا الكلام فإن القمر لا يتبع إلا الشمس ،، وكل إلف سيعود لإلفه كما أن يوسف عاد ليعقوب والقرب بين القلوب والأرواح لا بين الأجساد فقولي له :

أراك هجرتني هجرا طويلا %% وما عودتني من قبل ذاكا

قالت ربما سمعت صوته يناديك فلا تعجبي من نداء الهاتف الحزين قالت نعم فمتى يكون؟
فبين هي ذات ليلة حزينة ساهرة والنوم يخاتلها والهم يباغتها إذا به يكلمها من القفص قائلا :

الشوق أحرقني والحب أيقظني %% والدمع يغرقني هلا رحمتيني؟!

فما كادت تسمع صوته الحزين حتى هش الفؤاد وبكى فما أقرب ضحك من حزن وفرح من أسى بدنيا كلها متضادات فلا سرور يدوم ولا حزن ولا غنى ولا فقر كل يوم للإنسان فيها مولد جديد ،، فمرحى لمن فهم الأمر وأدرك أن له منتهى ..

نصف ساعة مضت لم يحس بها إلا دقيقة ولم تشعر بها إلا ثانية!

إن يطل بعدك ليلي فلكم %%بت أشكو قصر الليل معك
يا أخا البدر سناءً وسنى %% رحم الله زمانا أطلعــــك

أصبح يكلمها خمس دقائق كل أسبوعين تقل قليلا وتكثر قليلا والغالب ثلاث دقائق !!

وفي أحد الأيام قال لها تعالي ! إلى القفص لتري حالي وتنظري مآلي ومن أجل فرحة اللقاء بعد طول الفراق فقالت ..

معاذ الله إنه ربي أحسن مثواي كيف تريد مني الذهاب إلى البشر؟
قالت له معاذ الله كيف أذهب بجناحي الضعيفين لأماكن البشر وهم كما تعلم يؤذون حسي المرهف وقلبي الرقيق فلا تحتمل روحي الشفافة غلاظة أفهامهم وجفاء أخلاقهم وثقل أرواحهم فهم جسديون وأنا روحية وهم أرضيون وأنا سماوية أحلق بين طبقات الجو لا أمل التحليق ،، أحب الغيم وأستنشق رائحة المطر من فوق حينما تمتزج برائحة الشجر وعبير الزهور إنني من فوق أرى الأزهار يبللها الندى وتمايس أغصان النخيل بالنسيم العليل وخرير المياه أسمعه في جداول النخيل ما أجمل هذا؟ ثم تريد مني الذهاب للبشر؟ قال يا عصفورتي اسمعي: أنتي من أجلي تأتين لا من أجلهم فإذا جئت إلي تشرق الشمس بين زنازينهم ويدخل الهواء بين أروقة القفص فتنتعش روحي وتهدأ نفسي فعذاب السجن يفوق الوصف خاصة لطير مسكين مثلي تعود على التحليق دائما فهو لا يحط الرحال ولا يهدأ له بال كصقر على أعالي الجبال يراقب الشمس ويحب الظلال لكنه لا يستكن ..ولا يسكن أو كأسد ترك الآجام وتتبع الآرام يتأمل جمال الكائنات فيما يحل له وكأن شوقي يعنيه حينما قال:

يا ساكن القاع أدرك ساكن الأجم





زادت الأشواق وبللت الدموع المآقي وعزمت على الطيران لإلفها العصفورة الشجية .. ولو لم يكن في الحب والهوى إلا الشوق لكفى ..

إذا أنت لم تعشق ولم تدر ما الهوى%% فأنت وعير في الفلاة سواء

ولكن بشرط ..:أن يكون حبا عفيفا شريفا ولا يرتكب فيه إثم وإلا صار فسوقا وعصيانا وخزيا وبهتانا ومعاذ الله من الخزي والفسوق والعصيان ..

ثم :إنها ذهبت إلى هناك ..حيث الحرس الأشداء من الرجال والنساء فتذكرت قول الشاعر :

فلا تجعلن لي حول بابك عودة %%فقلبي من هول العبيد مخوف

المهم بعد طول ترقب … وسؤال وأفعال تم الدخول ..

زادت الأشواق وبللت الدموع المآقي وعزمت على الطيران لإلفها العصفورة الشجية .. ولو لم يكن في الحب والهوى إلا الشوق لكفى ..

إذا أنت لم تعشق ولم تدر ما الهوى%% فأنت وعير في الفلاة سواء

ولكن بشرط ..:أن يكون حبا عفيفا شريفا ولا يرتكب فيه إثم وإلا صار فسوقا وعصيانا وخزيا وبهتانا ومعاذ الله من الخزي والفسوق والعصيان ..

ثم :إنها ذهبت إلى هناك ..حيث الحرس الأشداء من الرجال والنساء فتذكرت قول الشاعر :

فلا تجعلن لي حول بابك عودة %%فقلبي من هول العبيد مخوف

المهم بعد طول ترقب … وسؤال وأفعال تم الدخول ..

زادت الأشواق وبللت الدموع المآق

بعد ذلك بمدة تشبه العدة تزوجت بقبيح بن بخلان ملكة من غير نية ونية من غير زواج وزواج من غير مهر والمهر مؤخر وكان الطلاق بعد دموع وإرهاق وكرهت الرجال وحرمت الزواج شهرزاد وصمتت عن الكلام المباح ,, حتى جاء الصباح؟

جاء يوم جميل ،،باسم والنسيم عليل : ف

أحبها شخص رقيق كأنه ابن أبي عتيق ،، خطبها متوسما صلاحها ولم يسأل عن الجمال ولا عن المال ولا عن النسب ،، والدين غاية الأرب ، فأنعم وأكرم ثم فحيهلا

أولئك أصحابي فحيهلا بهم …. ويا مرحبا بالطيبين وأكرم

أحبها حبا خالط الشغاف وهي كذلك ولكن عادة الدنيا تفرق الأحباب وتدني البغضاء

جاءت به إنسان عين زمانه %%وخلت بياضا خلففها ومآقيا
من أراد الإستزاده من قصص شهرزاده فليبحث في قوقل ليطفيء نهم الزياده .! أما أنا في القصة الأصل همي جلب بعض القصص الأخرى لطرد الملل والسآمة .ومن أجل إثبات أن الشرف في النساء أهم ما يجب توفره وإلا أبغضهن الرجل الشريف بغضا يؤدي لما فعله شهريار بالبنات الأبكار والله المستعان والعجب أن شهرزاد مثلت العفة مفرده وشهريار نفسه قارف الإثم في بعض رواياته وهكذا الرجل يطلب من المرأة ما يفتقده هو في نفسه ولو عف جميع الرجال لم تجد النساء من يطاوعها في الرذيلة والمرأة خلقت من ضلع .. فهي مركبة تركيبا على سرعة الاستجابة لنداء الشر مالم تكن متسلحة بالعلم العلم بمداخل الشر والعلم بطبيعتها والعلم بأن هناك جزاء لا يظلم أحد .. المهم نعود لقصتنا الأصل:

تزوجت صاحبتنا من ذلك الشخص الذي تم التعريف به ،، كان نبيلا شهما لكن ،،

لكل شيء إذا ما تم ،،فإن لديه زوجتان ضرتان قبلها كلاهما تتعاركان على قلبه بمخلبان من حديد ،، :( فإن سلم من أحدهما لم ينج من خدش الآخر ،، فتنكد العيش وتغير الحال .. ومع هذا فلا يخلو الزمان من ليالي ملاح و غناء الطيور قبل الصباح ..وعبق الزهور يثير كوامن القلوب الصحاح ،،فلربما تسامر الخلان بعد هجوع الحساد ونوم الأضغان .. فلربما قالت له :

حبيبي أين نذهب يا حبيبي %%وهذي الشمس تؤذن بالمغيب

كأنا يا حبيبي ما سهرنا .%%ولا قال الهوى يوما أجيبي

فيقول :

دعي قلبي يسافر حيث يهوى%%فأنت الحب في ثوب قشيب
فعندي غيركم أخرى وأخرى %% وبينهما أنا صقر القلوب

ومر الزمان وهما يتناغيان الحب تناغيا ويتساقيان الهوى تساقيا والحساد حولهم مثل الأفاعي تتحين الهجوم :( حتى كان يوما هطلت فيه سحائبها دمعا : فماذا كان ..؟؟؟
وكأن شوقي عناه وعناك حينما قال :
ريم على القاع بين البان و العلم *** احل سفك دمي في الاشهر الحرم
رمى القضاء بعيني جؤذر اسدا *** يا ساكن القاع ادرك ساكن الاجم
لما رنا حدثتني النفس قائلة: *** يا ويح جنبك بالسهم المصيب رمي
جحدتها و كتمت السهم في كبدي *** جرح الاحبة عندي غير ذي الم
رزقت اسمح ما في الناس من خلق *** اذا رزقت التماس العذر في الشيم
يا لائمي في هواه و الهوى قدر *** لو شفك الوجد لم تعذل و لم تلم
لقد انلتك اذنا غير واعية *** و رب منصت و القلب في صمم
يا ناعس الطرف لا ذقت الهوى ابدا *** اسهرت مضناك في حفظ الهوى فنم
افديك الفا و لا الو الخيال فدا *** اغراك بالبخل من اغراه بالكرم
سرى فصادف جرحا داميا فاسا *** و رب فضل على العشاق للحلم
من الموائس بانا بالربى و قنا *** اللاعبات بروحي السافحات دمي
السافرات كامثال البدور ضحا *** يغرن شمس الضحى بالحلي و العصم
القاتلات باجفان بها سقم *** و للمنية اسباب من السقم
العاثرات بالباب الرجال *** و قد اقلن من عثرات الدل في الرسم
المضرمات خدودا اسفرت و جلت *** عن فتنة تسلم الاكباد للضرم
الحاملات لواء الحسن مختلفا *** اشكاله و هو فرد غير منقسم
من كل بيضاء او سمراء زينتا *** للعين و الحسن في الارام كالعصم
يرعن للبصر السامى و من عجب *** اذا اشرن اسرن الليث بالعنم
و ضعت خدي و قسمت الفؤاد ربى *** يرتعن في كنس منه و في اكم
يا بنت ذا اللبد المحمي جانبه *** القاك في الغاب ام القاك في الاطم؟
ما كنت اعلم حتى عن مسكنه *** ان المنى و المنايا مضرب الخيم
من انبت الغصن من صمصامة ذكر؟ *** و اخرج الريم من ضرغامة قرم؟
بيني و بينك من سمر القنا حجب *** و مثلها عفة عذرية العصم
لم اغشى مغناكك الا في غضون كرى *** مغناك ابعد للمشتاق من ارم

فهلا مننتي علي باإطلالة شمس تتوارى خلف السحاب ..فيوشك المطر أن ينهمر فمن أين لها التخفي وهي مهما فعلت ستبدو للناس بوجهها الجميل فتسر بها الدنيا وتهش لها الكائنات ..

قالت .. لايمكن لي ذلك مهما سقت لي من جميل الكلام .. فأنا من جنس الطيور ولست بشمس ولا قمر ولا طل ولا مطر ..عصفورة مسكينة تريدني آتي إليك فيؤذيني البشر؟

قال لها والشوق الذي أحرق قلبي ..؟ ألا ترحمين؟ قالت دعني أفكر في الأمر ..

وهي تفكر الشوق يدفعها والعقل والحياء يزجرانها فبينا هي في حل وربط تذكرت قول يزيد بن معاوية :

على شاطئ الوادي نظرت حمامة
أطالت علي حسرتي وتندمي
فإن كنت مشتاقا إلى أيمن الحمى
وتهوى بسكان الخيام فأنعم
أشير إليها بالبنان كأنما
أشير إلى البيت العتيق المعظم
خذوا بدمي منها فإني قتيلها
وما مقصدي إلا تجودي وتنعمي
ولا تقتلوها إن ظفرتم بقتلها
ولكن سلوها كيف حل لها دمي
وقولوا لها يا منية النفس إنني
قتيل الهوى والعشق لو كنت تعلمي
ولا تحسبوا إني قتلت بصارم
ولكن رمتني من رباها بأسهم
مهذبة الألفاظ مكية الحشا
حجازية العينين طائية الفم
لها حكم لقمان وصورة يوسف
ونغمة داود وعفة مريم
أغار عليها من أبيها وأمها
ومن لجة المسواك إن دار في الفم
أغار على أعطافها من ثيابها
إذا ألبستها فوق جسم منعم
وأحسد أقداحا تقبل ثغرها
إذا أوضعتها موضع اللثم في الفم
فوالله لولا الله والخوف والرجا
لعانقتها بين الحطيم وزمزم
ولما تلاقينا وجدت بنانها
مخضبة تحكي عصارة عندم
فقلت خضبت الكف بعدي هكذا
يكون جزاء المستهام المتيم
فقالت وأبدت في الحشا حرق الجوى
مقالة من في القول لم يتبرم
فوسدتها زندي …..
فكانت حلالا لي ولو كنت محرم

ولو قبل مبكاها بكيت صبابة
لكنت شفيت النفس قبل التندم
ولكن بكت قبلي فهيجني البكا
بكاها فقلت الفضل للمتقدم
بكيت على من زين الحسن وجهها
وليس لها مثل بعرب وأعجم
أشارت برمش العين خيفة أهلها
إشارة مبهوت ولم تتكلم
فأيقنت أن الطرف قد قال مرحبا
وأهلا وسهلا بالحبيب المتيم
وآخر قولي مثل ما قلت أولا
أراك طروبا والها كالمتيم

… فزاد الشوق إليه وتناست كل ما يثنيها عن المثول بين يديه ..